سورة الذاريات - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الذاريات)


        


{فأوجس منهم خيفة} أَيْ: وقع في نفسه الخوف منهم، وقوله: {فأقبلت امرأته في صرَّة} أَيْ: أخذت تصيح بشدَّةٍ {فَصَكَّتْ} لطمت {وجهها وقالت}: أنا {عجوز عقيم} فكيف ألد؟
{قالوا كذلك} كما اخبرناك {قال ربك} أي: نخبرك عن الله لا عن أنفسنا {إنَّه هو الحكيم العليم} يقدر أن يجعل العقيم ولوداً، فلمَّا قالوا ذلك علم إبراهيم أنَّهم رسلٌ، وأنَّهم ملائكة صلوات الله عليهم.
{قال فما خطبكم} أي: ما شأنكم وفيمَ أُرسلتم؟
{قالوا إنا أُرسلنا إلى قومٍ مجرمين} يعنون قوم لوط.
{لنرسل عليهم حجارة من طين} يعني: السِّجيل.
{مسوَّمة عند ربك للمسرفين} مًعلَّمة على كلِّ حجرٍ منها اسم مَنْ يهلك به.
{فأخرجنا مَنْ كان فيها} يعني: من قرى قوم لوطٍ {من المؤمنين}.
{فلما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} يعني: بيت لوطٍ عليه السَّلام.
{وتركنا فيها} بأهلاكهم {آية} علامة للخائفين تدلُّ على أنَّ الله أهلكهم.
{وفي موسى} عطفٌ على قوله: {وفي الأرض}. {إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين} بحجَّةٍ واضحةٍ.
{فتولى} فأعرض عن الإيمان {بركنه} مع جنوده وما كان يتقوَّى به. وقوله: {وهو مليم} أَيْ: أتى ما يُلام عليه.
{وفي عاد} أيضاً آيةٌ {إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} وهي التي لا بركة فيها، ولا تأتي بخيرٍ.
{ما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم} كالنَّبت الذي قد تحطَّم.


{وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} إلى فناء آجالكم.
{فعتوا عن أمر ربهم} عصوه {فأخذتهم الصاعقة} العذاب المهلك.
{فما استطاعوا من قيام} أي: أن يقوموا بعذاب الله {وما كانوا منتصرين} أي: لم ينصرهم أحدٌ علينا.
{وقوم نوح} وأهلكنا قوم نوحٍ قبل هؤلاء.
{والسماء بنيناها بأيدٍ} بقوَّةٍ {وإنا لموسعون} لقادرون. وقيل: جاعلون بين السَّماء والأرض سعةً.
{والأرض فرشناها} مهَّدناها لكم {فنعم الماهدون} نحن.
{ومن كل شيء خلقنا زوجين} صنفين كالذَّكر والأنثى، والحلو والحامض، والنُّور والظُّلمة {لعلكم تذكرون} فتعلموا أنَّ خالق الأزواج فردٌ.
{ففروا} من عذاب الله إلى طاعته.


{كذلك} كما أخبرناك {ما أتى الذين من قبلهم} من قبل أهل مكَّة {من رسول إلاَّ قالوا ساحرٌ أو مجنون}.
{أتواصوا به} أوصى بعضهم بعضاً بالتَّكذيب، والألف للتَّوبيخ. {بل هم قوم طاغون} عاصون.
{فتولًّ عنهم فما أنت بملوم} لأنَّك بلغت الرِّسالة.
{وذكر} ذكِّرهم بأيَّام الله {فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين}.
{وما خلقت الجن والإِنس إلاَّ ليعبدون} أي: إلاَّ لآمرهم بعبادتي وأدعم إليها. وقيل: أراد المؤمنين منهم، وكذا هو في قراءة ابن عباس: {وما خلقت الجن والإِنس من المؤمنين إلاَّ ليعبدون}. {ما أريد منهم من رزق} أن يرزقوا أنفسهم أو أحداً من عبادي {وما أريد أن يطعمون} لأنِّي أنا الرَّزَّاق والمُطعم. وقوله: {المتين} أي: المُبالغ في القُوَّة.
{فإنَّ للذين ظلموا} أَيْ: أهل مكَّة {ذنوباً} نصيباً من العذاب {مثل ذنوب} نصيب {أصحابهم} الذين أُهلكوا {فلا يستعجلون} إنْ أخَّرتهم إلى يوم القيامة.
{فويلٌ للذين كفروا من يومهم الذين يوعدون} من يوم القيامة.

1 | 2